2007-03-21 • فتوى رقم 11220
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدى دراستي المذاهب الفقهية وأسباب انتشارها، تبادر إلى ذهني السؤال التالي، والذي أتمنى أن تجيبني عليه يامعلمي بشيء من الاستفاضة، جزاك الله خيراً.
السؤال: لماذا يوجد فقط عند أهل السنة أربعة مذاهب فقهية، ولم يعدوا مذهب الإمام جعفر الصادق مذهباً فقهياً لأهل السنة، مع العلم كما تعرف يا معلمي الإمام أبو حنيفة صاحب المذهب الحنفي- المذهب الأكثر انتشارا عند أهل السنة- قد تتلمذ على يدي الإمام جعفر الصادق، وكما أن الإمام جعفر الصادق كان يحب ويوقر سيدنا أبا بكر وعمر، فلماذا لا نتبع (نحن أهل السنة) المذهب الفقهي الجعفري، والذي جمع العلم النافع والنسب الطاهر؟
ولماذا لم يعد مذهبه الفقهي من مذاهب أهل السنة؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تلميذك: م.عبدالله صغير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فهذا السؤال يحتاج بيانه لتقصيل، وليس هذا مقامه، لكن أقول باختصار: أن اشتهار مذاهب الأئمة الأربعة وكثرة أتباعهم واشتهار مذاهبهم دون غيرهم، أنها حفظت ودونت، ونقلت لنا نقلا صحيحا ليس فيه تغيير ولا تحريف، فالناس كانوا قبل الأئمة الأربعة لم يدونوا مذاهبهم، ولا كثرت الوقائع عليهم.
فقد وجد من الفقهاء كثير، كالإمام الأوزاعي، والليث بن يعد، بل كان بعضهم أفقه من الأئمة الأربعة، لكن تلامذتهم لم يدونوا مذهبهم، ثم ينقله عنهم طلابهم بأمانة، فلم يكتب لهاالانتشار والقبول كما كتب لهذه المذاهب الأربعة.
وأتمنى لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.