2006-10-09 • فتوى رقم 7924
جماعة من الناس، وطنهم الأصلي طاجيكستان، سافروا إلي مدينة قازان بروسيا، وأقاموا بها، وعملوا بالتجارة، ويسافرون كل أسبوع من مدينة قازان إلى موسكو، يقصرون الصلاة (والمسافة بينهما 800 كيلو متر)، وهم يقصرون الصلاة في مدينة قازان أيضا بحجة أن موطنهم الأصلي هو طاجيكستان، وقد بنوا حجتهم على نص من كتاب مختصر الوقاية الذي يقول في الصفحة رقم 30 الطبعة الطاجيكية: (ويبطل الوطن الأصلي مثله لا السفر)، و (ووطن الإقامة مثله والسفر والأصلي).
فما حكم القصر هنا في مدينة قازان، جائز أم غير جائز (مع ذكر الأدلة على المذهب الحنفي)؟
جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالوطن الأصليّ ينتقض بمثله لا بوطن الإقامة، وهو أن يتوطّن الإنسان في بلدة أخرى وينقل أهله إليها من بلدته مضرباً عن الوطن الأوّل، ورافضاً سكناه، فإنّ الوطن الأوّل يخرج بذلك عن أن يكون وطناً أصليّاً له، حتّى لو دخل إليها مسافراً لا تصير صلاته أربعاً.
والأصل فيه: أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم والمهاجرين من أصحابه - رضي الله عنهم - كانوا من أهل مكّة، وكان لهم بها أوطان أصليّة، ثمّ لمّا هاجروا وتوطّنوا بالمدينة، وجعلوها داراً لأنفسهم انتقض وطنهم الأصليّ بمكّة، حتّى كانوا إذا أتوا مكّة يصلّون صلاة المسافرين. ولذلك «قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم حين صلّى بهم: أتمّوا يا أهل مكّة صلاتكم فإنّا قوم سفر».
وعليه فمدينة قازان تصبح وطناً أصلياً لهم إن نوواالمقام بها بشكل دائم مع أهلهم، فإن نووا الإقامة بضع سنين ثم العودة إلى بلدهم الأصلي فلا ينتقض وطن الإقامة بذلك، وتعد قازان بلد إقامة لهم لا وطنا أصليا، ثم إن أصبحت قازان وطنا أصليا لهم فدخولهم إليها عائدين من موسوكو يجعلهم مقيمين ولو كان ذلك ليوم واحد، فلا يقصرون الصلاة، وإن كانت قازان وطن إقامة فقط، فإذا عادوا من موسكوا يبقون مسافرين فيهاويقصرون الصلاة إلا أن ينووا فيها الإقامة /15/ يوما فأكثر، فيصبحوا مقيمين ويتمون الصلاة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.